
خطوة نحو الفهم العميق
هل لاحظت يومًا أن بعض الطلاب يحفظون القوانين الرياضية دون أن يفهموا معناها الحقيقي؟ أو أن آخرين يستطيعون تطبيق المفهوم في مواقف جديدة بسهولة؟
الفرق بين هؤلاء وأولئك هو ببساطة في عمق الفهم، وهنا يأتي دور تصنيف سولو (SOLO Taxonomy).
ما هو تصنيف سولو؟
تصنيف سولو هو نموذج طوره العالمان بيغز وكوليس (Biggs & Collis) لمساعدة المعلمين على معرفة مدى عمق التعلم عند الطلاب.
فهو لا يهتم فقط بما يعرفه الطالب، بل كيف يفكر وكيف يربط بين الأفكار.
مستويات الفهم في تصنيف سولو
يصف هذا النموذج التعلم بخمس مراحل متدرجة من السطح إلى العمق:
- ما قبل البنائية (Prestructural): الطالب لا يفهم المطلوب بعد، وإجابته قد تكون بعيدة عن السؤال.
- المرحلة الأحادية (Unistructural): يعرف فكرة واحدة فقط.
- المرحلة المتعددة (Multistructural): يعرف أكثر من فكرة، لكن لا يربط بينها.
- المرحلة العلائقية (Relational): يبدأ بربط الأفكار والمفاهيم ليكوّن فهمًا متماسكًا.
- المرحلة الممتدة (Extended Abstract): يوظّف ما تعلمه في مواقف جديدة ويبدع في تطبيقه.
مثال من درس رياضيات: في درس المعادلة التربيعية مثلًا:
- الطالب في المستوى الأحادي يعرف قانون الحل فقط.
- في المستوى المتعدد يذكر أكثر من طريقة للحل، لكنه لا يربطها.
- في المستوى العلائقي يشرح العلاقة بين التمثيل الجبري والرسم البياني.
- وفي المستوى الممتد، يستخدم المفهوم لحل مشكلة واقعية أو ابتكار نموذج جديد.
لماذا هو مهم؟
لأن تصنيف سولو يساعدنا على الانتقال من مجرد “التذكر” إلى الفهم العميق.
فهو يمنح المعلم وسيلة لمعرفة أين يقف الطالب، ويمنح الطالب مرآة ليرى مدى تطوره في التفكير.
أدوات سولو الحديثة
من أبرز الأدوات المساعدة في تطبيق هذا التصنيف:
- خرائط التفكير العميق وفق نموذج سولو (HOT SOLO Maps) التي تساعد الطلاب على تنظيم أفكارهم بصريًا.
- سداسيات سولو (SOLO Hexagons) التي تشجع على الربط بين المفاهيم بطريقة تفاعلية وممتعة.
في الختام
تصنيف سولو ليس مجرد طريقة لتقييم التعلم، بل أسلوب تفكير جديد يجعل الرياضيات أكثر فهمًا ومتعة.
وإذا أردنا حقًا أن نرى طلابنا يفكرون بعمق ويبدعون في الحل، فربما تكون هذه الخطوة الأولى نحو تعليمٍ أكثر وعيًا وفاعلية.